تفسير سوره البقره من الايه السادسه عشر الى الايه التاسعه والثلاثون

مثلهم كمثل الذى استوقد نارًا: اى حال هؤلاء المنافقين كحال من اوقد نار
ذهب الله بنورهم : اى سلب الله عنهم النور
او كصيب من السماء : اى او مثل هؤلاء المنافقين كمثل قوم نزلت عليهم الامطار من جهة السماء وهذه الامطار فيها الرعد والبرق الذى يخطف الابصار

واذا اظلم عليهم قاموا : اى وقفوا وثبتوا مكانهم متحيرين
الذى جعل لكم الارض فراشًا : اى جعل لكم الارض ممهده كالبساط المفروش
والسماء بناء : اى جعل لكم السماء كالسقف للارض
فلا تجعلوا لله اندادًا : اى فلا تجعلوا لله تعالى شركاء فى العباده
فأتوا بسورة من مثله : اى من مثل القرآن فى البلاغه والفصاحه والهدايه
وادعوا شهداءكم : اى وادعوا من شئتم لكى يساعدكم فى الاتيان بالسورة
ولن تفعلوا : نهايه تحدى اى ولن تستطيعوا ان تأتوا بسورة من مثل القرآن
قالوا هذا الذى رزقنا به من قبل:اى قالوا هذا الطعام او الشراب فى الجودة والحسن يشبه ما رزقه الله لنا فى الدنيا
واتوا به متشابها : اى يشبه بعضه بعضًا فى الصوره ولبرائحه والطعم
ولهم فيها ازواج مطهرة : اى ولهم فى الجنه ازواج مطهرات غايه التطهر كم كل مالايليق
إان الله لا يستحى : اى ان الله لايمتنع عن ان يضرب الامثال بالبعوضه او بما هو اكبر او اصغر منها وليس الحياء بمانعه عز وجل من ذلك ما دامت هذه الامثال فيها الادله على وحدانيته وقدرته -سبحانه- وقد نزلت هذه الايه للرد على المشركين الذين انكروا ان يكون القرآن من عند الله

وكنتم امواتًا فأحياكم : اى كنتم لا وجود لكم فاوجدكم الله -تعالى- بقدرته
ثم استوى الى السماء : اى علا وارتفع وملك من غير تحديد ولا تكييف ولا تشبيه.قال الامام مالك-رحمه الله- الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعه
خليفه : اى من يخلف غيره ويتوب عنه
ونحن نسبح بحمدك : اى ننفى عنك مالا يليق بجلالك وعظمتك
ونقدس لك : اى نثبت لك يا رنا ما يليق بجلالك وعظمتك
وعلم ادم الاسماء كلها : اى اخبر الله تعالى ادم باسماء المخلوقتا كلها
وإذا قلنا للملائكه اسجدوا لآدم : اى افعلوا معه فعلاً يدل على احترامكم له والا فالسجود بمعناه الشرعى لا يكون الا لله -عز وجل-
رغدًا : واسعًا هنيئًا
ولا تقربوا هذه الشجره : لم يرد حديث صحيح فى بيانها
فأزلهما الشيطان عنها : اى فزحزحهما وابعدهم الشيطان عن الجنع
وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو : الخطاب لآدم وحواء وإبليس والعداوه بين ادم وذريته وبين إبليس وشيعته باقيه الى يوم القيامه
فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه : اى فألهم الله ادم كلمات تدل على قبول توبته والمأثور انها قوله تعالى فى سوره الاعراف الايه 23 (قالارنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين ) صدق الله العظيم